هل تعتقد أن يوري مرقدي ظُلِم إعلامياً و يستحق المزيد من التقدير؟
يمكن إدراج يوري مرقدي تحت فئة “الإيندي” أي الفن المستقل الذي لا يلتزم بالدارج و يقدم فناً مختلفاً شكلاً و مضموناً، و رغم أن معظم من ينتمي إلى هذه الفئة لا تلتفت لهم شركات الإنتاج الضخمة و لا يسلط عليهم الضوء إعلامياً ما يجعلهم مغمورين، إلا أن مرقدي كسر كل تلك الأعراف و القواعد و استطاع تحقيق نجاحاً ملحوظاً خاصة في أول أعماله “عربي أنا” (٢٠٠١) و “المرأة العربية” (٢٠٠٢).
قدم مرقدي موسيقى إلكترونية تمتزج مع ألوان موسيقية غربية و شرقية أبرزها بكلمات عربية فصيحة و أحياناً عامية تدعو للعروبة و مواضيع أخرى جديدة تحاكي الحياة اليومية البسيطة، فكانت النتيجة هي فن هجين غريب جعله هدف سهل لبعض النقاد الكلاسيكيين. و لا ننسى طلته المتميزة من الشعر إلى النظارات التي شبهها البعض بفناني الروك و الپنك.
ما يجهله الكثير من العامّة هو أن مرقدي كان يكتب و يلحن أغلب ما كان يقدمه، بل أنه وزّع بعض ألبوماته بالكامل. كما أنه يتدخل بالاختيارات البصرية من أغلفة إلى كليبات و غيرها. و النقطة هنا هي أن مرقدي كان فناناً نادراً و متكاملاً و إن كانت هنالك بعض الهفوات البسيطة فيما قدمه في السنوات الخمسة الأولى من مسيرته قبل أن يهاجر، و جل من لا يخطئ.
فيلم “الحياة منتهى اللذة” (٢٠٠٥) مع حنان ترك، منة شلبي، و زينة، كان آخر ما قدمه مرقدي قبل هجرته إلى كندا. ثم طرح في ٢٠١٥ ألبوماً من إنتاج مزيكا عاد من خلاله إلى جذوره، كما قدم مشاريع أخرى كمسلسل تلفزيوني مع رولا سعد في العام المنصرم.
من الصعب تحديد العوامل التي أثرت على مسيرة مرقدي، لكن انقطاعه الطويل كان كفيل أن يخلق أسماءً جديدة ألهت الناس عن ذكراه، كما أن إصراره على خوض تجربة التمثيل لم يخدمه كثيراً. فما رأيك أنت؟