هل تستمتع إلى الأغنية الملتزمة؟ منذ متى؟ و أي أشكالها و فنانيها تفضل؟
يمكن اعتبار ٢٠٠٣ العام الذي انطلقت خلاله موجة مختلفة و جديدة من الأغاني “الملتزمة” الإسلامية التي تخاطب الشباب بمختلف ثقافاته أو حتى دياناته و لغاته عن طريق تبني أسلوب موسيقي حديث و عصري يجاري و أحياناً يتفوق في حداثته على الموسيقى السائدة و الشعبية التي تتناول مواضيع غزلية في الغالب.
ففي ٢٠٠٣، انطلق الفنان البريطاني الأذربيجاني سامي يوسف بألبومه “المعلم” الذي يعد أحد أول إنتاجات شركة أويكننغ ميوزك. كانت الشركة ذكية في دعايتها حيث وزعت أعمالها عالمياً و عربياً على قنوات الأغاني المعروفة كمزيكا و ميلودي لتنافس الأعمال الغزلية السائدة. كما قامت بتصوير عدة أغاني “فيديو كليب” تتناسب مع الموسيقى المقدمة و الكلمات الملتزمة. و منذ ذلك الحين زادت هذه الأعمال و وجدنا الكثير من الفنانين الشباب الذين يظهرون بإطلالات عصرية تشبه الفئة المستهدفة يأخذون هذا المسار من الأعمال.
و لا تقتصر الأعمال الملتزمة الحديثة على قوالب محدودة، فهنالك عدة “مدارس” أو توجهات قدمها فنانيها. فقد تميل هذه الأعمال إلى المواضيع الدينية و لكن بشكل معتدل و روحاني بعيد عن التطرف كما يفعل سامي يوسف، و قد تكون أكثر شمولية لتلمس مواضيع تحتمل أكثر من معنى حسب تجربة المستمع كما يفعل المصري حمزة نمرة، و قد تكون اجتماعية بحتة و تدعو للتحلي بالصفات السامية كما يفعل في الغالب الكويتي حمود الخضر أو السويدي من أصل لبناني ماهر زين.
و رغم الإقبال العالي و المشاهدات الضخمة التي يتلقاها هؤلاء، وجدت الأغنية الملتزمة نفسها في مأزق بعد الاحتقان السياسي الذي أصاب الأمة في العقد المنصرم، فحاربها البعض و اتهمها بحمل أجندات سياسية. لكن الجمهور في النهاية هو من يقرر، و من الواضح أن هذا النوع لم ينتهِ بعد بل هو في بدايته..