هل أحببت فناناً و اعتبرت نفسك معحباً به أو “فان” سواء في الماضي أو الحاضر؟ هل انضممت إلى منتديات أو مجموعات مهتمة بهذا الفنان؟ إلى أي حد ترى درجة إعجابك بهذا الفنان، و هل لازلت معجباً به؟
قضية المعجبين أو كما نسميهم اليوم “فانز” و الهوس بالفنان هي قضية شائكة و معقدة. إلى حد معين هو سلوك صحي لا داعي للقلق بشأنه خاصة في سن المراهقة، فمع تجارب الحياة ينضج الإنسان و يصبح أكثر وعياً و حيادية و قد يتوقف عن دعم فنانه أو تتغير ذائقته.
لكن في كثير من الأحيان يصبح الأمر مرضي و مزعج، خاصة إذا انضم الشخص إلى تحزبات تشن الحملات الشرسة ضد كل من يتعرض لفنانه و لو بنقد بنّاء، و حينها قد يصبح الفنان شغله الشاغل ليتصرف تصرفات أسوأ و على أرض الواقع، فهل تتذكرون ذلك الشخص الذي كاد ينتحر لأجل فنانة في أحد المسارح؟
و ما يزيد الطين بلة هو أن الكثير من الفنانين يباركون لبعض تصرفات “الفانز” المريضة، فهنالك من يقوم بتأجير معجبيه ليهاجمون فنان آخر، و هنالك من يشجعون بعض الدلالات و السلوكيات الأقرب إلى العبادة على شاشة التلفاز، و هنالك من يؤجر أشخاص وهميين ليطاردونه.. كل ذلك في سبيل إرضاء غرورهم و نرجسيتهم.
فإلى أي طريق نحن متجهون في هذا الخصوص؟ و هل التطور التكنلوجي الذي نتمتع به اليوم هو في الأساس نقمة ولّدت العديد من الأمراض النفسية التي لم يكن لها وجود أو كان وجودها ضئيلاً؟