حدث قديماً: الشموس الثلاث.. تفاصيل حفل الراي الضخم في بيرسي

هل تتذكر “عبدالقادر” و أصداء حفل نجوم الراي في نهاية القرن الماضي؟

رشيد طه، خالد، و فوديل ألهبوا مسرح البيرسي في العاصمة الفرنسية لقرابة الساعتين في حفل غفير حضره ١٦ ألف متفرج من الفرنسيين و المهاجرين العرب.

استلهم الشاب خالد اسم الحفل “١،٢،٣ سولي” (بالعربية “١،٢،٣ شموس”) من فيلم فرنسي-عربي قام بتنفيذ الموسيقى التصويرية الخاصة به في ١٩٩٣. و يقصد بـ”الشموس” في سياق الحفل الفنانين الثلاثة الذين توهجوا جميعاً و خلقوا جواً من البهجة يمكن ملاحظته في أي أغنية قدموها. و بسبب حماستهم على المسرح، تصبب جميعهم عرقاً و اضطروا إلى تبديل ملابسهم أكثر من مرة.

احتوى هذا الحفل على ما يزيد عن ٢٠ أغنية قام الشبان بأداءها على شكل فردي أو تريو أو ديو. كثيراً من تلك الأغاني و الألحان هي من التراث الجزائري مثل أعمال دحمان الحراشي و تم تقديمها على شكل أوركسترا على غرار فريق الـ”ثري تينورز” الذي تكون من ثلاثة فنانين أوبراليين على رأسهم پاڤاروتي.

الجدير بالذكر أن فوديل كان فناناً صاعداً و يتعامل مع الشاب خالد كوالده الروحي، فحينها لم يبلغ سن العشرين بعد. و عندما جاءت فكرة الحفل من شركة الإنتاج، رغب خالد أن يدعم فوديل، فأدرج اسمه إضافة إلى اسم الشاب مامي. رفضت شركة إنتاج مامي الفكرة رفضاً قاطعاً فقد كانت تتنافس مع شركة خالد و فوديل، فتم استبداله برشيد طه الذي كان يتعامل مع الشركة ذاتها.

الحفل أقيم في ٢٦ سبتمبر من عام ١٩٩٨ أي بعد قرابة شهرين فقط من انتصار فرنسا التاريخي في نهائي كأس العالم بهدفين من اللاعب جزائري الأصل زين الدين زيدان. طُرِح الحفل على أسطوانة مدمجة في ١٩٩٩ محققةً مبيعات هائلة بمساعدة أغنية “عبدالقادر” التي حصلت على المركز السادس متنافسةً مع أغاني عالمية و فرنسية.

و لذلك، يعتبر الكثير من المؤرخين أن تلك الفترة أوصلت الثقافة الشعبية العربية إلى القمة عالمياً، حيث أصبح المستهلك الأجنبي في الغرب و الشرق منفتحاً على العديد من المنتجات العربية سواءً في الوسط الغنائي أو السينمائي. و لم يدم ذلك الإزدهار طويلاً حتى وقع التدهور الحاد بعد حادثة ١١ سبتمبر التي تكمل ١٩ عاماً قريباً.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *