بمنظور ناقد: التفرقة العمرية.. عنصرية الفن

هل تعتقد أن العمالقة و الكبار يتعرضون إلى تفرقة عمرية في الوسط الفني العربي اليوم؟

عند تصفح سريع لأي منصة من منصات التواصل الاجتماعي اليوم، نجد الكثير من التعليقات المتكررة مثل الفنان الفلاني “كبر” و الفنان الفلاني “انتهى” و “من يستمع إلى هذا الفنان اليوم؟” في ظاهر غير صحية تغزونا دون انتباه. و المقطع الشهير المتسرب من أحد المناسبات لفنانة تقول عن أحد زملائها أنه “كبر و راحت عليه” خير دليل على وجود هذه الظاهرة فعلاً.

لم يكن الوضع بهذا السوء في التسعينيات و ما قبلها، حيث كان الفنانون من كل الفئات العمرية يتنافسون سواسية و يستمع إليهم الصغير و الكبير. أما اليوم فقد أصبحت موسيقى البوب خاصة حكراً على الشباب و المراهقين على نطاق عالمي ما جعل الكثير من القامات الفنية من أجيال سابقة يتلاشى صداها و تناضل من أجل البقاء.

و صحيح أن التسعينيات لم تعرّض المخضرمين لعنصرية عمرية كالتي نجدها اليوم، لكن المشكلة بدأت في الأساس حينها. في ذلك الوقت، غزت ظاهرة الفيديو كليب الحديث الشاشات و لاقت رواجاً و انتشاراً بين أكبر فئات مستهلكي الموسيقى من الشباب.

رغم رفض المدرسة الفنية الكلاسيكية التي تضم العديد من المخضرمين لفكرة الفيديو كليب الحديث حينها، اضطر الكثير منهم لتقديمها تدريجياً إرضاءً و كسباً لشرائح عريضة من الناس. و قد تقبل الجمهور أعمالهم و نجح الكثير منها، لكن الصحافة لم تكف عن انتقادهم رابطين نقدهم بعامل العمر و كأنهم أجرموا.

يجب على الإعلام أن يعطي مساحات للفنانين الصغار و الشباب الذين يشقون خطواتهم الأولى، و يجب على الفنانين الكبار دعمهم أيضاً ليتعلموا من تجاربهم. لكن هذا لا يعني أن نهمل القامات الفنية التي ظهرت في عقود سابقة و ننساها و ننهال عليها بالسخرية المليئة بالعنصرية العمرية، فجميعنا سيكبر يوماً. و ربما تكون خطوة قناة إم بي سي في تعريب برنامج “ذا ڤويس سينير” خطوة جيدة في سبيل إنهاء أو تخفيف هذه الظاهرة السلبية.

ملاحظة: لم نستطع العثور على اسم مصمم غلاف المنشور

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *