هل تثق في نتائج حفلات توزيع الجوائز الفنية العربية و خصوصاً في مجال الموسيقى؟
حتى اليوم، لا يوجد حفل توزيع موسيقى عربي ذو سمعة قوية يثق فيه العرب و يتابعونه كما هو الحال في الغرب مع جوائز مثل الغرامي، البريت، الإم تي ڤي الأوروبية، أو جائزة الموسيقى الأمريكية. محاولات خجولة وجدناها خلال السنين الأخيرة غالباً تبوء بالفشل أو تستمر لسنوات دون أن تكسب سمعة و ثقة الجمهور.
في ٢٠١٧ بدأت أحد المنظمات تقديم جوائز مخصصة للموسيقى العربية في محاولة جيدة لإنشاء حفل حقيقي يثق فيه جماهير الموسيقى العربية. أعلنت المنظمة عن معاييرها و وصفتها بالصادقة، لكنها احتوت على عوامل كثيرة و معقدة من السهل التلاعب بها مثل عامل “تصويت الجمهور”. فمن هو هذا الجمهور؟ ما هي ديموغرافيته؟ ما هو حجم العينة؟ هل تمثل الوطن العربي؟
لم يستمر ذلك الحفل طويلاً و مصيره غير معروف اليوم. إضافة إلى مسألة المعايير الضبابية، فإن الفنان العربي لا يحب أن يحضر حفلاً دون أن يتم تكريمه، و هي مشكلة أخرى تحول دون تحقيق حلم إنشاء جائزة موسيقى عربية ذات مستواً عالٍ.
و عموماً فحتى جوائز الغرب ذات السمعة الجيدة تمر كثيراً بأزمات تشكك في نتائجها و مصداقيتها كما حصل لغرامي عندما تم انتقادها في الإعلام العالمي لقلة نيل العنصر النسائي للجائزة، فبرر رئيسها نيل بورتناو قائلاً أن على النساء أن “يضاعفن جهودهن،” و هو ما وصفه البعض بالعنصرية ضد النساء. هذا إضافة إلى الكثير من المواقف الأخرى كتبول كانييه ويست على جائزته و انسحاب أريانا غراندي من أحد الحفلات و غيرها.
لكن في النهاية فإن معايير الغرامي و بريت و غيرها من الجوائز الغربية (المحترمة منها) تبدو أكثر وضوحاً و غالباً منطقية، كما أن لها باع طويل يزيد أحياناً عن الـ٥٠ عاماً ما ضمن قاعدة جماهيرية و مشاهدات عالية لها، فهل هذا هو الحال في الوسط الغنائي العربي؟