ما هو مقطعك المفضل من أوبريت “الحلم العربي”؟ هل تتذكر أصداءه؟ و هل تأثرت برسالته؟
ربما يجهل الكثيرون أن الأوبريت لم يكن سوى فقرة في مهرجان أقامته العاصمة الإماراتية أبوظبي في نوفمبر ١٩٩٦ برعاية وكيل وزارة الإعلام حينها عبدالله بن زايد آل نهيان بهدف تكريم أهل الفن. حصل عمرو دياب على أكبر عدد من الجوائز و عددها ٤ عن أغنيته “نور العين” و قام الممثل الكبير حسين فهمي بتقديم الحفل الذي حضره العديد من الشخصيات السياسية و الفنية وسط اكتظاظ رهيب للقاعة اضطرت بعض ضيوفه للجلوس على الأرض (كحميد الشاعري مثلاً).
و بعد أكثر من عام، و تحديداً في ١٩٩٨، قام عبدالله بن زايد بدعم منتج العمل أحمد العريان ليعيد طرحه و ذلك عن طريق تزويد شقيقه المخرج طارق العريان بالمشاهد الوثائقية التي ظهرت في المونتاج. شارك في غناء النسخة الأصلية من العمل التي سجلت في ستوديو إم ساوند ما يزيد عن ٢٠ مغنياً جاءوا من أكثر من ١٠ دول عربية و قام بعزفه ما يقرب من ١٠٠ موسيقياً.
الكلمات المعبرة التي رددناها سنوات طويلة قام مدحت العدل بكتابة أغلبها (١٧ بيتاً، باستثناء ٣ أبيات كتبها الإماراتي سالم سيف الخالدي لبعض فناني الخليج). أما الموسيقى فوضع لحنها كل من حلمي بكر و صلاح الشرنوبي و قام حميد الشاعري بتوزيعها. و بعد أن حقق الأوبريت نجاحه الجماهيري، جاب فنانيه مسارح الوطن العربي في مصر و لبنان و غيرها ليشدوا به. و قد غاب بعض هؤلاء الفنانين عن بعض هذه الاحتفالات بسبب ظروف شخصية ليتم استبدالهم بفنانين آخرين.
و أخيراً، فإن العمل ليس كما يبدو مليء برسائل السلام و الأحلام، فوراء كواليسه ظهرت العديد من العقبات و الخلافات سواء الصغيرة بين القائمين عليه أو حتى على مستوى سياسي. على سبيل المثال، تم استبعاد بعض الجنسيات من الغناء في بعض الدول، و أصرت دول أخرى على مقاطعة العمل لعدم إشارته إلى مآسٍ و حروب مرت بها. فإذا كان العرب غير قادرين على الاجتماع في عمل فني بسلام، فكيف سيحققون أحلام شعوبه؟