هل تتذكر أصداء وفاة المخرج اللبناني المثير للجدل يحيى سعادة (أو كما كان يحب أن يكتب اسمه، “يحيا”)؟
قبل ١٠ أعوام من اليوم (و تحديداً يوم ١٧ ديسمبر ٢٠١٠)، صُدم الوسط الفني بخبر وفاة المخرج اللبناني الشاب يحيى سعادة أثناء التجهيزات لتصوير فيديو كليب “ابن اليوزباشي” للمغنية مايا دياب التي انفصلت عن فريق فور كاتس و بدأت الغناء المنفرد في ذلك العام. الجدير بالذكر أن سعادة فقد صديقين عزيزين في العام ذاته: أولهما عارض الأزياء سامر إلياس (موديل أغنية “قلبي اسأله” (٢٠٠٨) لـ نوال الزغبي) الذي قيل أنه توفي لإفراطه في تناول مواد بناء الأجسام، و الآخر هو المخرج محمود المقداد الذي قُتِل طعناً في منزله.
ذكرت مايا دياب حينها بعضاً من التفاصيل المتعلقة بالحادثة التي أودت بحياة يحيى سعادة، حيث ذكرت أنه أصر على تصوير العمل في تركيا رغم اقتراحها عليه تصويرها في لبنان توفيراً للجهد و المال. تفاجأ سعادة باحتراق محطة قطار في إسطنبول كان ينوي التصوير فيها، و كان ذلك الخبر داعماً لاقتراح دياب. لكن القدر شاء أن وجد محطة أخرى قديمة في أزمير، فسافر الجميع إلى تركيا و تم تحديد أول أيام التصوير ليكون السبت ١٨ ديسمبر.
و كما كان معروف عن سعادة اهتمامه بالتفاصيل و عدم اكتراثه بالمخاطر من أجل الظهور بأجمل صورة، ذهب في يوم الجمعة ١٧ ديسمبر مع بعض أفراد الطاقم إلى المحطة لمعاينتها و تجهيز المعدات، لكنه لقي حتفه بعد استعجاله في لمس سلك كهربائي عارٍ رغم تنبيه شقيقته إيمان له بضرورة فصل الكهرباء أولاً. و كانت كلمات سعادة الأخيرة لإيمان: “إيمان ما تتركيني مش حاسس بجسمي”. يذكر أن سعد الحريري عرض إرسال طائرة خاصة من أجل نقل جثمان الراحل إلى لبنان في أسرع وقت.
عندما وصل جثمان يحيى سعادة، شددت شقيقته إيمان سعادة على الجميع ضرورة أن يلبسوا اللون الأبيض عند استقباله. حضر جنازة سعادة الكثير من أهل الإعلام و الفن خاصة أولئك الذين عملوا معه. و بعد وفاته بأسبوع، بدأت القنوات عرض أحد آخر أعماله مع ميريام فارس “خلاني”، تبعه عرض كليب نيكول سابا “كنت في حالي” في مايو ٢٠١١، و الأخير قام سعادة بتصويره قبل أيام من وفاته. و لنا في الأيام المقبلة المزيد من المحطات مع هذا المبدع و أعماله.