من منا لم يكبر على موسيقى حميد الشاعري و له ذكريات معها؟ هو إنسان شغوف بفنه، جمع الفنانين على روح واحدة و باسم الفن بعيداً عن التنافسية السامة، فوجدنا له الكثير من التعاونات الجميلة على شكل دويتو مع سيمون و هشام عباس و غيرهم الكثير. هذا بالإضافة إلى مئات الألحان و التوزيعات.
و هنا لابد أن يأتي التساؤل الأزلي: ما سر هذا الصوت الروبوتي الغريب؟ بالطبع هو تأثير أجهزة إلكترونية لا تفارقه أبداً منذ الثمانينيات حتى في لقاءاته و حفلاته. و رغم أنه في البدايات أحدث ثورة حقيقية في شكل الموسيقى العربية أسماها “موسيقى الجيل”، إلا أنه ترك للنقاد نقطة ضعف لم يسأموا في انتقادها حينها. لم ينظر هؤلاء النقاد إلى كون هذا الصوت بمثابة توقيع و هوية فريدة من نوعها و تجديد و أصروا أن الفنان يجب أن يُطرِب.
و مع أن الجمهور أحبه منذ البداية، عانى الشاعري الأمرّين حتى تأخذه الصحافة و النقاد على محمل الجد. في النهاية لم تذهب جهود الشاعري سداً فمهد الطريق للكثير من الإبداع و التغيير الذي وجدناه خلال العقود القليلة الماضية.
فلنشكر حميد الشاعري على إخراجه الأغنية العربية من نمطيتها.